عدد المساهمات : 170 نقاط : 27534 تاريخ التسجيل : 09/09/2009
موضوع: كيف تختار تخصصك الجامعي الجمعة ديسمبر 25, 2009 12:00 pm
لمتأمل في واقع الكثير من أبنائنا عند تخرجهم من المرحلة الثانويةليلحظ علامات الاستفهام والحيرة والتردد بادية على وجوههم فهو لا يدريإلى أين سيذهب ولا إلى أين سينتهي به المطاف ، جامعات متعددة وتخصصاتمتنوعة وخيارات كثيرة زادته حيرة إلى حيرته فلا لوحات ترشده ولا إرشاديوجهه ولا معايير تعينه فيقع في الفجوة الكبيرة م بين مدرسته التيودعته بلا توجيه وبين جامعته التي تفترض فيه القدرة على الاختياروقد أشارت إحدى الدراسات أن اثنين من كل خمسة من طلابناالجامعيين يغيرون تخصصاتهم في السنة الأولى مما يدل على عدم قدرةالطالب في تحديد التخصص الأنسب له وذلك لقلة الوعي لديه وغياب المعلومةعنه وندرة المرشدين لهوقد عملت ( وغيري ) جاهدافي السنوات الخمس الماضية على تجلية الرؤية أمام الطلاب عبر وسائلوآليات وبرامج وخطوات تعينهم على تحديد التخصص الأنسب لهم وقد خرجتبنتائج إيجابية وبنسب وإحصاءات تظهر أبعاد المشكلة وعمق المعاناة لدىالطلاب والطالبات وقد عمدت في هذه المقالة إلى تقديم بعض التوجيهاتالتي ينبغي للطالب أخذها في الاعتبار قبل اختياره لتخصص ما
فيجب علينا عند اختيار التخصصالأنسب لنا أن نراعي ثلاثة أمور رئيسة:
( الرغبة)
( الفرصة)
( القدرة)
وسأتناولها بشيء منالتفصيل
المحور الأول: الرغبة..
اسأل نفسك( ماذا أريد أن أكون بعدعشر سنوات من الآن..؟ ) وتأمل في إجابتك وعش تلك اللحظاتالجميلة ثم اسأل نفسك ما التخصصات التي أحبها وأرغب الالتحاق بها ؟اكتب ثلاث تخصصات مرتبة بحسب أهميتها لك مثلاً:طب بشري ــ هندسة بترولية ــ حاسب آليويجب التنبيه إلى ما يقع فيه الكثير من الطلاب والطالباتعند تحديد رغباتهم فالكثير منهم يبني رغبته بناءً على رغبة والديه أوتمشياً مع صحبته وأصدقائه أو بناءً على سمعة التخصص ونظرة المجتمع لهكثيرا ما أسأل الطلاب لماذا اخترت الهندسة ؟ فيقول لأنيأرغب أن أكون مهندساً فأسأله ما الهندسة ؟ وما أقسامها ؟ وماذا تدرس ؟وما طبيعة درستها ؟ وما مستقبلها ؟ فيقول لا والله لا أدري ...! إذنبناءً على ماذا أحببتها ورغبت فيهاكثيرا ما ينخدع الإنسانبالشكل الخارجي مثلا لأكلة معينة ويرى بعض الناس يأكلها ويحبها فإذا ماأشترها وبدأ في أكلها تجده يضعها جانباً ولا يستسيغ طعمها فخسر وقتهوماله والسبب أنه انخدع بشكلها أو بحديث البعض عنها ولم يسأل عنمكوناتها وطريقة إعدادها ما أكثر من دخل الطب لأن المجتمع يحب ذلك وليسلأنه يحب الطب وما أكثر من درس الهندسة ليقال مهندس فخسر جهده وأتعبنفسه لإرضاء غيرهيجب عليك أخي الطالب أن تبني رغبتك في تخصص مابعد أن تكتمل لك الصورة عن هذا التخصص لابد أن تعرف ماذا يدرس ؟ وكيفستدرس ؟ وما مستقبله ؟ وما أنظمته ومتطلباته ؟ ابحث عن معلومات عنه فيمواقع الجامعات وعند المرشدين الأكاديميين ، حاول أن تسأل الطلاب الذينسبقوك خاصة من هم في المستويات الأخيرة منالدراسة( اسألهم عن طبيعة الدراسة ومستقبلها ) لا عنرأيهم فيها أو في درجة صعوبتها وسهولتها فما هو جيد لهم قد يكون سيئالك وما هو صعب عليهم قد يكون سهلا عليكاسأل كذلك المتخرجين منالتخصص نفسه اسأل ما الوظائف التي يؤهلني لها هذا التخصص ؟ ( اسأل ثماسأل واتعب في جمع المعلومات فهذا مستقبلك ) لكي تكتمل الصورة في ذهنكومن خلالها تحدد رغبتك في التخصص الذي تريد أن تلتحقبهبعد أن تقوم بما سبق يمكنك أن تحدد رغبتك الحقيقية والتيبنيت من خلال معلومات متوفرة ومصادر متعددةكان هذا هو المحور الأول لعملية اختيار التخصص
المحور الثاني: القدرة..
فبعد أن حددت تخصصين أو أكثر تشعر بميول لهمايجب أن تعلم أخي الطالب أن كل مخلوق ميسر لما خلق له وأنكإنسان متفرد ومستقللك من القدرات ما ليست لغيرك وأن لدى غيرك منالإمكانات ما ليست لديك وأن ما يناسب غيرك ليس بالضرورة يناسبك لذاينبغي عليك أن تعرف إمكاناتك وقدراتك ثم تعرف متطلبات التخصص الذي تريداختياره مثلاًهل أنت تجيد الفهم أكثر أم الحفظ ؟ وهل التخصصالذي تريده يتطلب الحفظ أم الفهم ؟ ما المواد التي تميزت وتفوقت فيهافي المرحلة الثانوية ؟ ما المواد التي تجد نفسك مرتاح ومستمتعاً فيتعلمها وقراءتها ؟ هل أنت تحب التفصيل والترتيب والتدقيق ؟ أم تحبالإجمال والاستدلال والبرهان ؟فمثل هذه التساؤلات تكشفلك عن استعداداتك وقدراتك عند اختيارك للتخصص الذي تريد فمثلاً:أنا لدي ملكة الحفظ جيدة وأحب التفاصيل والتنظيم والترتيبوالحسابفهل أختار تخصص الصيدلة أم التسويق مثلاً؟قبل أن تحدد التخصص الذي ترغب يجب أن تعرف متطلباته أولاًفالصيدلة تعتمد على الحفظ والتنظيم والمعادلات والاختصارات فهي الأقربلقدراتك واستعداداتك بينما التسويق لا يتطلب ذلك وقد لا تناسبكطريقتهوخلاصة القول في المحور الثاني أن تتعرف على قدراتكوإمكاناتك وتتعرف على متطلبات التخصص الذي تود اختياره وكلما توافقتقدراتك مع متطلبات التخصص كلما كانت نسبة تكيفك في التخصص أعلىواستمتاعك في التعلم أكثر وقدرة على التفوق فيه أيسر
المحور الثالث: الفرصة..
جميل جدا إذن انتهينا من المحورين الأول والثاني فأولاحددنا التخصصات بناءً على الرغبات ثم حاولنا معرفة مدى القدرة علىالدراسة في أحد هذه التخصصات وبعد ذلك ننتقل للمحور الثالث وهو الفرصةوهذا يعني أن عند اختيار التخصص يجب أن نختار ما نرغب فيهوما نقدر عليه ( كما ذكرنا سابقا ) وأن نختار كذلك ما توجد له فرصوظيفية في سوق العمل فليس من المعقول أن أحب مثلا قسم التأريخ وأعرف أنلدي القدرة للتفوق فيه ثم بعد ذلك أتخرج منه ولا أجد عملا يقبل شهادتيوالسبب أن الوظائف لهذا القسم متعذرة أوضئيلةلذا يجب أن أختار ما أحبه أنا وما أستطيع التفوق فيه وماتوجد له فرص في سوق العمل فقد أثبتت دراسة أمريكية أن عام 2006 م أن 80% من العاملين يعملون في وظائف لا تمت بصلة لتخصصاتهم الجامعية وذلكبسبب سوء اختيار التخصص المناسب لكل فرد منهمأما كيف يعرف الإنسان الفرص الوظيفة فهذا ما لا يمكن الجزمبه لتسارع الحياة وتقلب الأحوال واتساع سوق الأعمال ولقلة بل ندرةمصادر المعلومات حول الوظائف والأعمال وعدم تقديم الدعم الأكاديمياللازم للسائلينولكن هناك بعض الطرق التي يمكن اللجوء إليهامثلاً الجامعات الأهلية عادة ما تفتتح أقسامها بناءً علىاحتياج سوق العمل ومعرفتك لهذه الأقسام يعطيك بعض المؤشرات لمدىالاحتياج في بعض التخصصاتومن الأساليب المجدية أنتسأل الطلاب الذين تخرجوا عن مدى فرصهم وتوفر الوظائف المناسبة لهموالمتوافقة لما درسواويبقى أن هناك تخصصاتمعلومة ضاقت مساحة الفرص فيها كالمكتبات وقسم الآثار والاجتماعياتوالتربية الخاصة وتخصصات ما زال الطلب عليها جارياً كالطب وبعض أقسامالهندسة والحاسب الآلي والمحاسبة وإدارة الأعمال والتسويق وكليةالشريعة والقانونودعني اضرب لك مثالا يشتمل على كل ما سبقويلخص الفرصةلنفترض أنني محتار في المحاسبة أو التربيةالخاصة أو كلية حربية أو كيمياء أو كلية الشريعة أو الاقتصاد المنزليللطالباتوبعد أن سألت عن هذه التخصصات اكتشفت أننيأميل وأرغب في التربية الخاصة والشريعة والكيمياء ( وهذه الرغبة ) وبعدذلك بدأت انظر في متطلباتها وفي قدراتي فوجدت أن التربية الخاصة وكليةالشريعة تناسبني أكثر ( وهذا هو محور القدرة)ثم بدأت انظر في الفرص الوظيفية فوجدت أن التربية الخاصةمثلاً مجالات العمل فيها أضيق وأن الشريعة تمكنني بعد التخرج من العملفي التعليم وفي القضاء وفي البنوك وفي الشركات لذا فكلية الشريعة بناءًعلى( الرغبة) و( القدرة) و( الفرص) أنسب منغيرها
أخي الطالب أختي الطالبة..
فيهذا المقال قدَّم لك شمعة تضيء بها طريقك نحو مستقبلك ويرشدك الطريقويقدم لك رأي مجتهد ويشير عليك بما ينفعك
أخي الطالب أختي الطالبة( مستقبلك مسؤوليتك أنت وحدك) أسأل الله لك في الدنيا النجاح وفي الآخرة الفلاحوالسلام عليكم ورحمة اللهوبركاته